أحاديث متهافتة تُصادم الواقع والتأريخ الصحيح
أ ـ مثل الحديث المروي عن رسول الله ، والذي مفاده : «ان الحق ينطق على لسان عمر» (١) ـ حيث يضفي هذا الحديث قدسية على الخليفة الثاني ، ويدفع بالمرء الى تجنب توجيه اي نقد اليه ـ فهو حديث مُختلق يتهافت امام المنطق الحُرّ والعقل السليم ، للاسباب التالية :
١ ـ هذا الحديث الموضوع يقتضي عصمة عمر ، وان جميع أقواله حُجّة على الأمّة ، إلا ان الكل يشهد بعدم عصمته ، وان الصحابة كانوا يوجّهون له النقد اللاذع.
٢ ـ فكيف يكون الحق ناطقاً على لسان من يتراجع في أحكامه ويعود الى أقوال الآخرين ، ويقرّ بالخطأ والاشتباه ، ويبدّل قراراته دوماً ، كما هو معروف؟
٣ ـ لم يتمسك أحد من الصحابة في حينها بهذا الحديث المُختلق في سياق دفاعه عن الخليفة الثاني ، ولم يحتج أبو بكر به عندما استخلف عمراً حين وفاته.
٤ ـ من الثابت عند اهل السُنّة والجماعة بأن أبا بكراً كان أفضل منزلة من عمر ، ومع ذلك فهو اعترف على المنبر وبالحرف والوحد بأنّ له شيطاناً يعتريه ، راجياً من الأمّة فيما إذا مال تقويمه.
ب ـ حديث آخر موضوع في هذا الصدد ، يقول فيه صلىاللهعليهوآله : «لو لم أُبعث فيكم لبعث عمر» (٢).
هذا الحديث ـ لا شك ـ مردود ، للسببين الآتيين :
__________________
(١) فتح الباري ـ ابن حجر ٩ : ٤٢٤.
(٢) كنز العمال ١١ : ٥٨١.