١ ـ لقد أخذ الله ميثاق النبيين في قوله تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ (الاحزاب ٧) ، فكيف يصحّ أن يبدّل الله ميثاقه ويبعث عمراً عوض النبي محمد صلىاللهعليهوآله؟ هذا فضلاً عن ان الانبياء (عليهم السلام) لم يشركوا بالله أبداً ، في حين كان عمر مشركاً قبل إسلامه ، وقضى أكثر أيامه غير موحّدٍ لله تعالى.
٢ ـ يعترف خبراء الرواية كإبن عدي بأن زكريا الوكار الذي روى الحديث المذكور كذّاب يضح الاحاديث ، اما الرواية الآخر وهو ابن واقد ، متروك ، وابن عاهان لا يُحتج به.
ج ـ يروي المؤرخون من أهل السُنّة والجماعة بأن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر وهو في مرضه الأخير ، أم المؤمنين عائشة أن تدعو أباها أبا بكر وأخاها حتى يكتب كتاباً ، فإنه يخاف أن يتمنّ متمنّ ، يقول قائل : أنا أوْلى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر (١).
وأردف رسول الله وصيته هذه ، بإخباره عائشة أن لأباها الخليفة من بعده ، وأمرها بأن تكتم ذلك عليه (٢).
ولما ثقل صلىاللهعليهوآله قال لعبد الرحمن بن أبي بكر : ائتني بكتف ولوح حتى أكتب لابي بكر ، لا يختلف عليه ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك أبا بكر (٣).
ولا ريب في ان هذه الاحاديث المروية عنه صلىاللهعليهوآله ، موضوعة على لسانه لاسباغ الشرعية على خلافة أبي بكر ، وليس لها أساس من الصحة بتاتاً ، للاسباب التالية :
__________________
(١) صحيح مسلم ٧ : ١١٠ ؛ السنن الكبرى ـ البيهقي ٨ : ١٥٣.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ١٩٥.
(٣) صحيح مسلم ٧ : ١١٠ ؛ السنن الكبرى ـ البيهقي ٨ : ١٥٣.