الخليفة الثاني ـ شخصية تثير الاهتمام
لم يكن من السهولة أن يجرأ أحد على البحث في سيرة الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، وسَبْر أغوار حياته العامة والخاصة ، لمعرفة مدى صحة ما ينقله التأريخ عن ها الصحابي الذي حَكَم المسلمين لأكثر من عشر سنوات ، وتناقلته ألسنَة المؤرخين والباحثين عن شخصية عبقرية كشخصية عمر الذي كانت له اليد الطولى في تثبيت الدين ونشر الاسلام في المناطق المحيطة بالجزيرة العربية ، والوصول الى مدينة القدس وتحريرها من براثن الروم ... ولذلك فلطالما يتردّد المرء عن تناول حياته وسيرته بالبحث والتنقيب خوف الوقوع في شبهات ربما تقلّل من قداسة هذا الخليفة الراشد ، وتزيل الهالة التي تحيط بشخصيته الخارقة ، ولكننا لما ان هدفنا هو تبيان الحقيقة مهما كانت صعبة ، وشق الطريق لها مهما كان وعراً ، قرّرنا الخوض فيها حتى النهاية ، لكشْف الملابسات التأريخية بدون رتوش أو تعديلات أو تلاعب ، سعياً للوصول الى الحق الذي لا ريب فيه والمنزّه من عبث العابثين.
حقيقة شجاعة عمر وجرأته
قبل البدء في تصفّح سيرة الخليفة الثاني ، ارتأينا أن نتثبّت من النظرية السُنّية حول جرأة عمر بن الخطاب وشجاعته ، بحيث أصبح الاسلام عزيزاً بعد أن كان خائفاً ، فور اعتناق الخليفة عمر للدين الاسلامي.
أول ما يلفت نظرنا في هذا الصدد ، غلظة عمر وفضاضته في علاقته بالاشخاص