وأشرقت شمس الحقيقة
وهكذا زالت الغشاوة عن الأعين ، وانجلى الظلام الذي صبغ كل شيء أمام الأبصار باللون الأسود القاتم ، حيث كان الجمهور المسلم يتخبط ويسير في طريق وعرة ، لم تزد مسيره إلا ابتعاداً وافتراقاً عن الحق الذي كان كالشمس الساطعة في وسط النهار ، وكان الفرد المسلم كالأعمى لا يشعر بوجودها بالرغم من انها تغمر كل الاشياء بالبياض الناصع.
لقد آن الاوان لتُعد إلى الجمهور بصيرته ، ويشخص طريقه الذي كان يلتوى في منعرجاته دون هدى.
كم كان هؤلاء سذجاً؟ وكم كان رموزهم ولا يزالون سُذَّجاً حين اتّبعوا آباءهم بدون تفكير ولا تدبّر ولا روية ... متى يقرّ اتباع السنّة بأنهم كانوا يمشون مكبّين على وجههم ـ دون علمهم ـ معتقدين بأنهم على صراط مستقيم ، جاهلين بأنهم يسيرون على نقيض الحق ، وفي طريق متعرّجة ، تكاد تهوي بهم في وادٍ سحيق ، لولا توفيق الله ورحمته ولطفه الذي سيشملهم ، فيخرجهم من العمى والضلالة إلى نور الهداية.
كان آباؤه وأجدادهم والرموز الدينية التي كانوا يقدّسوها بدون وعي ، قد أدخلوا في روعهم وعقولهم وقلوبهم بأن مذهب أهل السُنّة والجماعة هو أصوب المذاهب الاصولية والفقهية وأحقها وأقربها للقرآن والسُنّة النبوية ، وانه وحده ينجيهم