أنوار من مشكاة واحدة
حين يتمعّن المرء في أقوال وأحاديث أئمة أهل البيت ، يخلص إلى حقيقة ناصعة مفادّها ان منبع علوم أهل البيت واحد ألا وهو رسول الله حيث أودع فيهم القرآن الكريم وسُنّته الشريفة ، بكل ما يتعلّق بهما من تفسير وتأويل وشرح وتفصيل ، بحيث يكون حديثهم وأقوالهم حجّة على الأمّة كأقوال الرسول صلىاللهعليهوآله ، وهذا يعني انهم ليسوا مجتهدين كأئمة المذاهب السُنّية التي كانت تكتض بهم الساحة في القرون الثلاثة الاولى ، ولو إتّبعتهم الأمّة ، لَما كانت هناك مذاهب ولا إختلافات ولا حروب ولا نزاعات ، ولا مدارس عقائدية واصولية وفقهية كثيرة ، ولكان الاسلام عمّ جميع المعمورة ، وقبل كل شيء لكان أئمة أهل البيت ، يرقدون الى جوار جدّهم رسول الله في المسجد النبوي الشريف بدلاً من توزّعهم في أقطار نائية ، ويرقد الى جواره صلىاللهعليهوآله أناس أخذوا مكانهم عنوة.
كل من يبغي الحقيقة عليه الالتحاق بأهل البيت النبوي وهم مطمئني الضمير وعن إقتناع تام بأنهم على الحق المبين والصراط المستقيم دون سواهم من الذين تسلّقوا سُلّم السلطة والحكم والخلافة والإمامة وه عاجزين عن هداية أبناء الأمّة ، لأنهم همْ بحاجة الى من يهديهم ويرشدهم الى طريق الحق والهدى والرشاد : أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١).
__________________
(١) يونس ٣٥.