فيقال : هل فيكم من رأى رسول الله فيفتح لهم. وإن الصحابي من لقي النبي صلىاللهعليهوآله مؤمناً به ، ومات على الاسلام ، فيدخل فيمن لقيه ، ومن طالت مجالسته أو قصرت (١).
ومن روى عنه صلىاللهعليهوآله ، أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغزُ ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره لعارض كالعمى ، أو ولد في عصر رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
عدالة الصحابة
يؤمن أهل السُنّة والجماعة بعدالة كل فرد ممن سمع النبي صلىاللهعليهوآله أو رآه من المسلمين مطلقاً. واحتجوا بحديث : «كل من دبّ ، أو درج منهم أجمعين أكتعين». واعتبر علماء السُنّة ، الصحابة جميعهم عدولاً ، لا يجوز عليهم النقد ، ولا يُتجه إليهم تجريح ، «إن بساطهم قد طُوي» ، من لابس الفتنة وغيرهم ، وما صدر منهم يحتمل لهم بحجة أنهم مجتهدون (٣).
فهم لا يقربهم ما يعتري كل انسان من سهو أو خطأ أو وهم أو نسيان ، لأنهم شاهدوا نور النبوة ، فقد عًصموا من الاقتحام في الذنب ، ولذلك كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة (٤). كما إن جميع الصحابة عدول لا يتطرق إليهم الجرح ، ومن انتقص منهم أحداً فهو من الزنادقة.
والصحابة كلهم في الجنة قطعاً ، ولا يدخل أحد منهم في النار لأنهم المخاطبون
__________________
(١) الاصابة في تمييز الصحابة ١ : ١٥٨ ؛ اضواء على السنّة المحمدية : ٣٤٢.
(٢) الاصابة في تمييز الصحابة ١ : ١٥٨ ؛ اضواء على السنّة المحمدية : ٣٤١.
(٣) اضواء على السنّة المحمدية : ٢٢١ و٣٤٢.
(٤) تأريخ ابن خلدون ١ : ٤٧٣ ؛ اضواء على السنّة المحمدية : ١٣٢.