وقد يجيب أهل السُنّة والجماعة : وما الإشكال في ذلك ، فقد ترك النبي صلىاللهعليهوآله صحابته ليختاروا خليفة له ، كحاكم للمسلمين ، يطبّق عليهم شرع الله ، وهم أجادوا إذ إختاروا الخليفة الأول والثاني والثالث والرابع ، أي الخلفاء الراشدين ، ثم انحرفت الخلافة لتصبح ملكاً عضوضاً في العهد الأموي والعباسي والعثماني ، ومع ذلك فهي خلافة مقبولة حفظت حصون المسلمين أمام الأعداء ، وقامت بالفتوحات في آسيا وافريقيا وأوروبا وما الضير في ذلك؟ فقد انتشر الاسلام في القارات الثلاث بفعل الفتوحات أو الدعاة ... هذا هو رأي أهل السُنّة والجماعة.
لكن عاقبة الامّة المُتقهقرة تثبت ، فضلاً عن الإنحراف عن القرآن والسُنّة النبوية والتمذهب والتفرّق والتمزّق والتشرذم ، كم كان أسلافها مُخطئين في تنحية أهل ال بيت عن دورهم الحقيقي الذي بوأهم الله تعالى به ، واستبدلوا بهم أفراداً كانوا قاصرين عن قيادة السفينة الى شاطئ النجاة.
مع الشيعة في عقائدهم
ولإكمال ما بدأْناه حول أتْباع اهل البيت من الشيعة المعروفين بالامامية أو الاثني عشرية أو الجعفرية ، قُمنا بتحرّي أقوال أئمتهم وعلمائهم حول قواعدهم الاصولية والفقهية.
وأول ما يلفت نظرنا في هذا الموضوع ، ان أئمة أهل البيت يؤمنون بحقيقتين :
ـ ليس هناك سُنّة أخرى غير السُنّة النبوية ، فهم تناقلوها ، أباَ عن جد ، حتى تصل الى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ـ لم يكن هناك مانع أو حائل دون تدوين الحديث النبوي ، ولذلك كانت السُنّة النبوي تُدوّن لديهم منذ عهده صلىاللهعليهوآله حتى آخر إمام لديهم.