خلافته «صلوات الله عليه» ، وتصدّي أناس غير مؤهّلين للحكم وقيادة الأمّة.
ولم يجهد الرواة أنفسهم كثيراً ، فانتقوا الاحاديث النبوية الواردة في حق عليّ واهل البيت ، وحذفوا منها عبارة «أهل البيت» أو «علي» واستبدلوها بعبارة «الصحابة» أو «أبو بكر» أو «عمر بن الخطاب» أو «عثمان» أو حتى «السُنّة النبوية» ... فيما ابتدعوا واختلقوا المئات من الأحاديث في فضل ومكانة ومنزلة الصحابة والخلفاء الاوائل والخلفاء الامويين والخلفاء العباسيين ، وأصحاب المذاهب الفقهية ، كأبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم ، وكل تلك الاحاديث نسبوها لرسول الله من خلال صحابة كبار لكي تنطلي اللعبة على عقول المسلمين ، وتصبح تلك الاحاديث وكأنها أحاديث صحيحة لا يرقى إليها الشك ، خاصة وان الكتب التي روتها ، كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتبرة.
إفتراق الأمّة
والحديث النبوي الصحيح : «ستفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة (١) ، أضيفت اليه ، عبارة : «قالوا : ومن هي يا رسول الله؟ قال : ما أنا عليه واصحابي» (٢) ، لكي تنسجم والمسلك الذي يسير عليه تيار الخلافة الغاصبة.
__________________
(١) المستدرك ـ الحاكم النيسابوري ١ : ١٢٨ ؛ عمدة القاري ـ العييني ١٨ : ١٣٩ ؛ مسند احمد ٤ : ١٠٢.
(٢) سنن الترمذي ٤ : ١٣٥ ؛ مجمع الزوائد ـ الهيثمي ١ : ١٨٩ ؛ عمدة القاري ـ العييني ١٨ : ١٣٩ ؛ المعجم الصغير ـ الطبراني ١ : ٢٥٦.