لماذا التشيع تهمة؟
بعد أن قام رسول الله بتعريف عليّ وشيعته ، وبيّن عاقبتهم الحسنة يوم القيامة في العديد من المناسبات ، لكي يتخذ المسلمون من عليّ وشيعته ، سنداً ومثلاً لهم في الحياة بعد تزكية النبي صلىاللهعليهوآله لهم ووصفهم بأنهم خير الخلق أجمعين ، بادر تيار الخلفاء ورموز اهل السُنّة بخيانة الرسول صلىاللهعليهوآله في هذا المقام ، اذ أخذوا يُكيلون التهم والأكاذيب ـ جُزافاً ـ ضد الشيعة والتشيع ويصفونهم بمختلف الاوصاف المقيتة ، بُغية تنفير المسلمين منهم ، وبث الكراهية في نفوس الجمهور ازاءهم.
اصبح التشيع تهمة شنيعة ، ومُرادفاً للبدعة والفساد والكذب وعدم الثقة ، بل وغيّروا اسم التشيع ليصبح (الرفض) ، والشيعة ، (الرافضة والروافض) حتى يخدعوا أبناء الجمهور ويغرّروا بهم.
فينقل الجمهور ـ مثلاً ـ ان الشافعي اُبتلي ، كما اُبتلي من قبله ، فاُتهم بالتشيع ، فأشخص الى العراق ، وكادت تكون المحنة ثم ثبتت براءته (١) ، ويقول الذهبي عن الحسن بن حي الهمداني : فيه بدعة تشيع ، ويرى الخروج على الولاة الظلمة ، واذا كان الشخص من شيعة اهل البيت ، يقولون عنه : «سيء الرأي» ومن «غلاة الشيعة ورؤوس البدع» ، وإذا أثّر شخص على آخر بالتشيّع ، يقال «أفسده» ... ويتركون حديث الشيعي حتى وإن كان ثقة لتشيعه ، ونقل أبو إسحاق الهمداني الكوفي ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : عليّ كشجرة ، أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة ورقها.
__________________
(١) المذاهب الفقهية ، ٨٦.