وهدفها تثبيت خلافة عليّ وإمامة العترة النبوية للأمّة ، فالآية ا لأولى نزلت قبل نطق الرسول بالأمر الالهي الهام ، وهي تأمره صلىاللهعليهوآله بتبليغ ذلك الأمر ، فإن لم يَبَح به ويعلنه ، فكأنه لم يبلّغ رسالته التي أُنزلت عليه منذ البعثة. ولما أعلن رسول الله ذلك الأمر ، نزلت آية أخرى تفصح عن إتمام الرسالة الإسلامية وإكمال الدين بعد البوحْ بذلك الأمر الذي كان إعلان ولاية عليّ على الأمة وتعيينه خليفة عليها. هذا هو الرأي الشيعي في خلافة رسول الله (١).
ويستغرب علماء الشيعة ، كيف يحاول أهل السُنّة والجماعة ، إفراغ هذه الواقعة التأريخية المهمة من مضمونها العظيم ، واختزالها بالادّعاء بأن رسول الله إنما أراد إفهام المسلمين بأن علياً ناصرهم وعليهم نصرته ليس إلا ، وذلك هو الهدف من كل تلك المجريات والوقائع التي تخللت حادثة الغدير ، فتناسى هؤلاء أو تجاهلوا ـ متعمّدين ـ حسب رأي الشيعة وأتباع أهل البيت ، ان النبي إنما قصد في يوم الغدير بعبارة «المولى» ، الأوْلى بالانفس او بتعبير آخر ، الحاكم على النفوس (٢).
مواقف الحكاك ... ماذا تعني؟
ويرى الشيعة ، انه لو تتبّعنا موقف الحكّام والخلفاء منذ وفاة رسول الله ، حيال أهل بيته وأبنائهم خاصة في العهدين الاموي والعباسي ، لوجدنا أن أساليب أولئك الخلفاء والحكّام وأعوانهم ، وممارساتهم ازاء أئمة أهل البيت وذويهم ، تنمّ عن شعور بالاثم وانهم غاصبون لحق أولئك الأئمة من أهل البيت ، ولذلك كانوا يحْصون عليهم
__________________
(١) السنن الكبرى النسائي ٥ : ٤٥ ؛ أسباب النزول ـ الواحدي : ١١٥ ـ مطبقة الحلبي.
(٢) تفسير البغوي ٤ : ٢٩٧ ؛ تفسير الرازي ٢٩ : ٢٧٧.