البخاري هو الأصل الثاني في الباب ، أي ان الأهمية الأولى تُولّى للموطأ قبل البخاري (١).
هذا وعقد ابن حجر فصلاً خاصاً في الجزء الثاني من مقدمة فتح الباري للطعن في رجال البخاري ، وسرد فيه اسماءهم ، مع حكاية ذلك الطعن والتنقيب عن سببه ، والقيام بجوابه ... وقد استغرقت هذه الاسماء نحو أربعمائة ، وبلغت ٦٥ صفحة من رقم ١١٣ ـ ١٧٦.
ويسرد ابن حجر العسقلاني اسماء من طعن فيهم من رجال البخاري (٢).
روايات مطعون في صدقيتها
يروي البخاري عن أنس بن مالك روايتين عن الصحابة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلىاللهعليهوآله. الرواية الأولى يذكر أنس أن الذين جمعوا القرآن ، هم أربعة من الأنصار : كعب ، معاذ بن جبل ، زيد بن ثابت ، أبو زيد.
وفي الرواية الثانية ، ذكر أنس أن هؤلاء الأربعة هم : أبو الدرداء ، معاذ بن جبل ، زيد بن ثابت ، أبو زيد. وأنس بذلك ذكر خبرين يختلفان اختلافاً واضحاً في مَنْ الذين جمعوا القرآن على عهد الرسول صلىاللهعليهوآله؟ ففي الجزء الأول ذكر كعب وفي الجزء الثاني أبا الدرداء. وقد اعترض الاسماعيلي على إخراج حديثي أنس معاً في الصحيح لتباينهما ، بل الصحيح أحدهما.
__________________
(١) تنوير الحوالك ـ السيوطي : ٦.
(٢) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر.