الصحابة وحروب النبي مع الكفار والمشركين
هل كان الصحابة الأجلّاء رهن إشارة الرسول وطوع إرادته ، في كل الاوامر والتعليمات التي تصدر عنه صلىاللهعليهوآله؟ وهل كانوا يُسارعون الى القتال ومحاربة الكفار والمشركين ، إمتثالاً لأوامر الرسول والقرآن الكريم ، ويشاركون في تلقين الكفار والاعداء ، الدروس البليغة ، من خلال الثبات والصمود وعدم التراجع أمام جحافل المشركين ، لأنهم قد تربّوا في أحضان الرسالة ، واستلهموا من شجاعة الرسول وقوته وبأسه الفريد من نوعه؟ بدعوى أن الصحابة كانوا أبطالاً بواسلَ لا يخشون في الله لومة لائم ، يقفون متراصين وهم يوجّهون ضرباتهم لأعداء الله ورسوله ، دون خوف أو وجل أو تراجع.
هذه مزاعمهم عن تسابق الصحابة للمشاركة في الحروب ضد الكفار والمشركين ، والذود عن حرمات الدين الاسلامي تنفيذاً لقوله تعالى : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (١) وبعد القراءة الواعية والتدقيق وتقليب صفحات التأريخ في العهد الاسلامي المدني ، ثبت ان أصحاب الرسول الذين مدحهم الله لمشاركتهم الفاعلة في معركة بدر ضد قريش ، تراجعوا في الحروب اللاحقة ، وكثيرا ما فرّوا من الزحف ، وتهاونوا وضعفوا ، وربما تركوا النبي في ساحة المعركة وحيداً ، ليس معه الا نفر قليل.
ونزلت آيات عديدة في ذمهم وتوبيخهم ووصفهم بأسوء النعوت.
فالآية الكريمة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ
__________________
(١) الحج ٣٩.