الصحابة والإرتداد
الصحبة في تصوّر أهل السُنّة والجماعة تحصّن أشخاصها ضد ال كذب ، وتمنحهم حصانة وقداسة وتشريفاً لكون الصحابة ، يلتمسون من نور النبوة والوحي ، ويستقون من فيض صاحب الرسالة الخالدة ، بحيث تجعل الصحبة ، الانسان الصحابي صادقاً ومتخلّقاً بأخلاق الرسول وسلوكه ، بل وذهب فريق الى القول بأن الصحبة تمنع صاحبها عصمة تردعه عن الخطأ وارتكاب الذنوب ، فكيف بالكذب على الرسول صلىاللهعليهوآله؟ ولذلك بات الصحابة ، حَمَلة الحديث النبوي ، إذ أُلقي على عاتقهم ، نقل السُنّة النبوية الى التابعين ومن بعدهم الى الأجيال اللاحقة ، بكل أمانة وثقة ، ولذلك يُفترض أمانة الصحابي مسبقاً إلا اذا كان قد ارتد عن الدين الاسلامي.
فهناك العديد من الصحابة قد ارتدوا في حياة النبي ، وبعضهم ارتد بعد موته صلىاللهعليهوآله. وكما هو معروف عند أهل السُنّة والجماعة ، فإن الردّة محبطة للصحبة السابقة ، فلا مجال لبقاء سمة الصحبة (١).
ولنا تعليق وجيه : وهو إذا كانت الصحبة ، تحصَّن الصحابة وتعصمهم من الكذب على الأقل على الرسول صلىاللهعليهوآله ، وهم أفضل الخلق بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، فلِمَ لا تنسحب العصمة او الحصانة على إيمانهم ، فتمنعهم من الارتداد عن الدين الحنيف؟
__________________
(١) الاصابة ـ ابن حجر ١ : ٩.