وواقعة ومنعطف ، خلال العهدين المكي والمدني ، هم هؤلاء الخمسة فحسب ، أي النبي وهؤلاء الأربعة الذي هم امتداد وتجسيد للنبي نفسه ، وكانوا معه تحت الكساء دون غيرهم.
أما لِمَ كان رسول الله يؤكد على هؤلاء في أكثر الأحيان ، فذلك لوجوب الرجوع إليهم بعد رحيله عن الدنيا ، لأنهم أعلم الناس وأفقههم بالقرآن والسُنّة النبوية.
هذه النتيجة توصّلنا إليها بعد بحث مرير في تأريخ الصدر الأول للإسلام ، وتقليب صفحاته الساخنة ، وبالأخص في العهد النبوي ... إذ كان رسول الله في حجّة الوداع التي سبقت وفاته ، قد عاد فأوصى بوجوب الرجوع إلى أهل بيته باعتبارهم الثقل الثاني بعد القرآن وذلك في حديث الثقلين المذكور.
الثقلان ... كتاب الله والعترة الطاهرة
ولا ندري كيف يحق للباحث الموضوعي والمنصف أن يفسِّر آية التطهير على انها نزلت في بني هاشم وزوجات الرسول كافة مع أن هؤلاء لم يكونوا بالمكانة التي تليق بأن يستووا مع الرسول بإذهاب الرجس والتطهير عنهم ، أو يكونوا ثِقلاً للقرآن وعِدلاً له؟ وكثير من بني هاشم ـ بالرغم من مكانتهم السامية ـ كانوا يفتقرون لتلك المكانة العلمية والعقائدية والدينية ، وكانوا مُعرّضين للوقوع في الخطأ وارتكاب الذنب في أي لحظة ، كما أن نساء النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن من بني هاشم ولسْن بالمستوى المطلوب ، وقد نزلت عدة آيات قرآنية لتوبيخهن وتهديدهنّ واتهام بعضهن بالزيغ عن الحق ... فمن المحال أن تنطبق الآية الكريمة إلا على هؤلاء الخمسة ، وأولهم ـ بالطبع ـ رسول الله ، كما هو تفسير آية التطهير ، والاحاديث النبوية الواردة فيها.