ومن روايات البخاري الغريبة عن رسول الله : ان الله خلق آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً ... فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقصون حتى الآن (١).
والمآخذ على هذه الرواية : أولاً : ألم يقُل الله تعالى في قرآنه الكريم : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (٢)؟ وعلماء السلف من أهل السُنّة والجماعة يقولون بأن لله وجهاً ليس كوجوهنا ، وله سيقان وأيدٍ وأعضاء ليس كأعضائنا ، ومع ذلك يأتي هذا الحديث ويقرّ بأن الله خلق الانسان على صورته أي مطابق له ، بمعنى ان صورة الله كصورة آدم ، وطوله ستون ذراعاً كطول آدم.
ثانياً : كيف ينقص الخلق وهم لم يدخلوا الجنة حتى الآن ، لأن الذي يموت ، سيمكث في عالم البرزخ حتى يوم القيامة ، ومن بعدها يدخل الجنة أو النار ... فمن اين يأتي هذا النقصان؟ خاصة وان آدم كان وحده في الجنة ثم نزل الى الأرض!؟
صحيح البخاري والانبياء
يروي البخاري عن النبي سليمان بن داود بأنه طاف في احدى الليالي بمئة إمرأة ، ووطأهن جميعاً ، لكي تدل كل إمرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله ، وحين قال له المَلَك بأن عليه أن يقول : ان شاء الله ، فلم يقل ، ولذلك لم تلد منهن إلا واحدة ، نصف إنسان (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ : ١٢٥.
(٢) الشورى ١١.
(٣) صحيح البخاري ٦ : ١٦٠.