صحيح البخاري : (أصح الكتب وأثبتها)
محمد بن إسماعيل البخاري الفارسي (١٩٤ ـ ت ٢٥٦) ـ لدى الجمهور ـ ابتدأ في كتابة أبواب كتابه بالحرم الشريف ، ولبث في تصنيفه ١٦ سنة بالبصرة وغيرها ، حتى أتمّه ببخارى. خرّج البخاري صحيحه من ٦٠٠ ألف حديث (١).
وهبه الله تعالى قوة في الحفظ ، وضبطاً في النقل ، وقدرة في فهم العلل ، والتمييز بين الصحيح والسقيم ، وكتابه الجامع الصحيح الذي اتفق عليه جمهور علماء المسلمين ، بأنه أصحّ كتاب بعد كتاب رب العالمين ، دلالة صدق على ذلك (٢).
وكيف لا يكون كذلك ، وهو الحجة الثبت ، والحافظ الاعظم لسُنّة رسول الله ، قولاً وفعلاً وتقريراً ، والذي لا يستطيع أحد أن يجاريه في الضبط والاتقان ، سنداً ومتناً.
لقي البخاري أكثر من ألف رجل من أهل الحجاز والعراق والشام ومصر ... ولا يُحصى كم دخل الكوفة وبغداد مع محدّثي خراسان. وخرّج كتابه (الصحيح) من زهاء ستمائة ألف حديث ، وما وضع حديثاً إلا اغتسل وصلى ركعتين ... صنّفه في ست عشرة سنة ، وسمعه منه تسعون ألف رجل.
لما بلغ السادسة عشرة ، كان يحفظ ٧٠٠٠٠ حديث ، من شيوخه : أحمد بن حنبل ، إسحاق بن راهويه (٣).
__________________
(١) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر : ٥ ؛ اضواء على السنة المحمدية ـ محمود ابو رية : ٢٩٩.
(٢) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر العسقلاني : ٦ ؛ كشف الظنون ١ : ٥٤١ ؛ اضواء على السنة المحمدية ـ محمود ابو رية : ٣٠٦.
(٣) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر العسقلاني : ٤٨٤ ؛ شرح صحيح مسلم ـ النووي ١ : ٢١.