فلِمَ كان النبي صلىاللهعليهوآله ـ حسب اعتقاد أهل السُنّة ـ يؤكد بأنه لا يحب الصحابة إلا مؤمن ولا يكرههم إلا منافق؟ وذلك لأن كراهية الصحابة وهم رموز بالنسبة للاسلام ، هي كراهية مغلّفة للاسلام.
كل هذه الادعاءات والتأكيدات ، تدعونا الى التريّث في البحث والتنقيب عن حياة الصحابة ، خوفاً من الوقوع في الزلل والاثم والخطيئة ، لكن هذا التردد لم يطل كثيراً ، لأن الواجب والمنطق السليم يدعوننا الى ضرورة تعزيز إيماننا بالصحابة وقداستهم من خلال الأسس المتينة لا المزاعم والادعاءات التي ربما تفتقد الى المصادر الصحيحة ، ولابد من تقصّي الدلائل القوية عن كل ما سمعنا وقرأنا لحد الآن.
كل هذه الأمور والافتراضات التي يقال عنها حقائق لا تقبل الشك والنقاش ، تبقى مجرد إدعاءات ، اذا لم تقم عليها بينة من القرآن والسُنّة المطهرة الصحيحة ، والتأريخ النقي النزيه غير المشوّه.
علم الصحابة في الميزان
يدّعي أهل السُنّة والجماعة بأن الصحابة يحملون أخلاق النبوة عِلماً وحِلماً ، وملاحظة السيرة النبوية تفضي الى أن النبي صلىاللهعليهوآله قد كوّن عدداً كبيراً من علماء الصحابة ، كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم كثير.
جيل من العلماء والأئمة ، كانوا فقهاء ، وحكماء ربانيين ، ولم يكونوا مجرّد نقلة.
فوظائف النبوة ، ورثها الصحابة عن الرسول صلىاللهعليهوآله ، ولذلك فإن مذهب الصحابي حجّة مطلقاً. وان إجماع الصحابة أقوى الأدلة. ويُقصد بمذهب الصحابي : القول أو السلوك الذي يصدر عن الصحابة ، وتعبّد به من دون أن يعرف له مستند.