بين الحذف والاختلاق
دعائم وهمية وفضائل موضوعة
لصالح مدرسة الخلفاء
لقد إنتهينا ـ آنفاً ـ إلى حقائق جديدة ، تُثبت ان مسلّمات وثوابت أهل السُنّة والجماعة التي آمنوا بها واطمأنت إليهم نفوسهم وقلوبهم ، تفتقر الى الدليل المُقنع ، وليس لها أساس من الصحة ، وانما ابتدعتها مُخيّلة الحُكام الذين احتضنوا التيار الذي استحوذ على الخلافة دون اهل البيت ، حيث وضعوا أسساً ودعائم وهمية ، لغرس جذور وأصول لمدرسة الخلافة غير واقعية ، ولا تُمتّ للحقيقة بصلة ، وانما كانت الغاية منها ، خلق أرضية في نفوس الجمهور المسلم لكي يستسيغ النظرية السُنّية الحاكمة بكل أبعادها وخلفياتها ، وذلك على حساب مدرسة أهل البيت التي رسّخ مشروعيتها رسول الله ، وأمَر الأمّة باتّباعها ـ حصراً ـ دون سائر المدارس والاتجاهات الأخرى.
فبدأت سياسة وضع الاحاديث والروايات التي تمجّد الفئة الحاكمة للأمّة بعد الرسول «صلوات الله عليه» مباشرة في بدايات الحكم الاموي ، وبالأخص في عهد معاوية بن أبي سفيان كما أسلفنا من قبل.
واتخذت سياسة وضع الاحاديث اسلوباً ممنهجاً ، لكي تسدّ الابواب بوجه أية ثغرة تكشف حقيقة ما حدث بعد وفاة رسول الله من تهميش وإقصاء لعلي واهل البيت عن