مع القرآن ، والقرآن معه ، وهو من أهل البيت ، ثقل القرآن ولا يفترق عنه حتى قيام الساعة ولا ينفصل عنه أبداً ، وهو من أصحاب السفينة الذين ينجو من ركب معهم ، ويفرق ويهوى من تخلّف عنهم؟
فاذا تصدّى عليّ للحكم والخلافة بأمر الرسول صلىاللهعليهوآله ، لا يحدث صراع على هذا الموقع الحسّاس من قبل الطامعين واللاهثين لاشغال هذا ال منصب الالهي المقدّس ، ثم يقود الأمّة إلى شاطئ النجاة ، وهو على بيّنة وبصيرة من أمره ، لأنه مُسدَّد من قبل الله تعالى ، وبالتالي لن تكون هناك مدارس فقهية كثيرة ، ولا مذاهب وفرق وطوائف متعدِّدة ، تمتلك رؤى فقهية وعقائدية متضاربة ، وانما هناك مدرسة واحدة ، هي مدرسة أهل البيت ، أولها الرسول نفسه ، وثانيها عليّ ، ثم تأتي البقية ، كما حدّدها صلىاللهعليهوآله ... هي مدرسة ـ بعد الرسول ـ يقودها ويتزعمها علي وأهل بيته الذين يجسّدون القرآن خير تجسيد ، باعتراف عميدهم رسول الله ، طبق آية التطهير المباركة.
وفاة خاتم الأنبياء
ورحل خاتم الأنبياء وإلى جواره بنو هاشم وزوجاته ولفيف من الصحابة وعلى رأسهم عليّ بن أبي طالب ، وبقي مسجّى فترة بعد أن غسّله وكفّنه ابن عمه عليّ ، وكان النبي قد جهّز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد الذي كان يبلغ من العمر ١٧ عاماً ، وحشّد فيه كبار الصحابة ، منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهما ، لغزو الروم ، ولعن من يتخلّف عنه ، ومع ذلك قفّل أكثر الجيش راجعاً إلى المدينة بذرائع واهية بالرغم من اللعن النبوي الذي كان سارياً عليهم ، وكان هؤلاء العائدون قد تذرّعوا بقلقهم على مصير الرسول الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة حين غادروا المدينة ، ولكن يبدو ان الكثير