وقفة مع المذاهب الاربعة المشهورة
المذهب الحنفي : (مدرسة أهل الرأي والقياس)
وُلد أبو حنيفة في الكوفة عام ٨٠ هـ ، وتوفي عام ١٥٠ للهجرة. بلغ في الفقه منزلة لم يصل إليها أحد ممن عاصره ، فهو إمام أهل الرأي وهو الامام الأعظم ، من التابعين أو أتباع التابعين ، أخذ علمه عن التابعين ، من أمثال قتادة وعطاء بن أبي رباح ، ونافع مولى ابن عمر ، وحماد بن أبي سليمان (١).
وكان أبو حنيفة متحمساً للقياس ، ويراه من أفضل المصادر بعد كتاب الله ، كان يقدّم رأي الصحابة عليه إذا تعارضا في مورد من الموارد. فهو يقول : ان لم أجد في كتاب الله ، ولا سُنّة رسوله ، أخذت بقول أصحابه ، فإن اختلفت آراؤهم في حكم الواقعة ، آخذ بقول من شئت ، وأدع من شئت ، ولا أخرج من قولهم الى قول غيرهم من التابعين ، فإذا انتهى الأمر الى ابراهيم والشعبي وابن المسيب ، فلي أن أجتهد كما إجتهدوا (٢).
وقد صحّ عن أبي حنيفة وهو المتّهم دائماً بمخالفة الحديث أو تركه ، قوله : إذا صحّ الحديث فهو مذهبي؟ فأبو حنيفة أذاً ، استاذ مدرسة الرأي ، وهو الذي وضع طريقة
__________________
(١) انظر : سير أعلام النبلاء ٦ : ٣٩٠.
(٢) الانتقاء ـ ابن عبد البر : ١٤٢ ؛ تأريخ بغداد ١٣ : ٣٦٥.