والله حذّر المسلمين أن لا يكونوا من المشركين الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً وفرقاً متعدّدة : مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ... فَرِحُونَ (١).
وقد حدّد الله تعالى الطريق الرحب لحل مشكلة الاختلاف بين المسلمين ـ فقهاء وغير فقهاء ـ وذلك بأن يعودوا الى الله الذي يمثّله القرآن الكريم والسُنّة النبويّة الشريفة ، وبذلك تزول الاختلافات بين المسلمين ـ أصولاً وفروعاً ـ فقهاً وعقائد : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ... أُنِيبُ (٢).
وأوضح الله سبحانه وتعالى موقفه من الاختلاف بصورة جلية في آية قرآنية حيث قال بأنه يوصي المسلمين كما أوصى الانبياء من قبل أي نوح وابراهيم وموسى وعيسى بأن يطبّقوا الدين على أنفسهم ولا يتفرقوا فيه إلى شيع ومذاهب وأحزاب مختلفة : شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ ... مَن يُنِيبُ (٣).
الاستنتاج
ماذا يمكن ان نتوصل اليه من حقائق ، خلال إستقرائنا للموقف القرآني من الاختلاف والتفرّق والتمذهب الذي نشأ بين اتباع الامم المختلفة عبر الحقب المتعاقبة للرسالات السماوية حتى الرسالة الاسلامية الخاتمة؟
يمكن ان نتوصل الى ما يلي :
يؤكد القرآن الكريم أنَّ الاختلاف قد شاع بين أتباع الديانات المختلفة ، وفي
__________________
(١) الروم ٣١ ـ ٣٢.
(٢) الشورى ١٠.
(٣) الشورى ١٣.