شَجَرَ بَيْنَهُمْ ... تَسْلِيمًا (١).
والذين فرّقوا دينهم الى مذاهب وفرق واتجاهات متعدّدة ، يبرأ منهم الرسول صلىاللهعليهوآله وليس له أدنى مسؤولية عن تفرّقهم ، وأمْرهم وعاقبتهم الى الله الذي سينبؤهم يوم القيامة بما كانوا عليه من التشتّت والتمذهب والتفرّق في الدين : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٢).
وآية أخرى تؤكد بأن مهمة النبي صلىاللهعليهوآله هي تبيين أسباب الاختلافات بين الناس : لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ... (٣).
بل والاكثر من هذا ، ان الله إنما أنزل القرآن على رسول الله لكي يبيّن للناس ، ويوضّح الاختلافات الناشئة فيما بينهم حتى تزول وتضمحل ، ويصبحوا متلاحمين ومتحدين ، لا يتناحرون فيما بينهم : وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ... يُؤْمِنُونَ (٤).
وهناك آية في هذا المجال ، تشدّد على ان الله يبتلي المؤمنين ويبيّن لهم يوم القيامة ما كانوا فيه من الاختلاف والتناحر : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ... تَخْتَلِفُونَ (٥).
__________________
(١) النساء ٦٥.
(٢) الأنعام ١٥٩.
(٣) النحل ٣٩.
(٤) النحل ٦٤.
(٥) النحل ٩٢.