الله صلىاللهعليهوآله ، لأصحابه : أي الخلق أعجب إليكم إيماناً؟ قالوا : نحن. قال صلىاللهعليهوآله : ومالكم لا تؤمنون ، وأنا بين أظهركم؟ قالوا : فمن يا رسول الله؟ قال : إن أعجب الخلق إلي إيماناً لقوم يكونون بعدكم ، يجدون صحفاً ـ فيها كتاب ـ يؤمنون بما فيها ، وفي روايات أخرى ، قال صلىاللهعليهوآله : هؤلاء أفضل أهل الايمان إيماناً ، وأولئك أعظم منكم أجراً (١).
وفي يوم كان صلىاللهعليهوآله في محضر صحابته ، عندما قال : وددت أني لقيت أخواني ، فقال الصحابة : أو ليس نحن أخوانك؟ قال : أنتم أصحابي ، ولكن اخواني الذين آمنوا بي ولم يروني (٢).
وعلى هذا الاساس ، يعدّ النبي صلىاللهعليهوآله المسلمين الذين يأتون في الازمنة التالية من بعد العصر النبوي ، أفضل إيماناً ، وانهم أخوانه صلىاللهعليهوآله وأعظم أجراً من الصحابة الذين كانوا ملازمين له.
ولما كانت الأخوّة أكثر عمقاً من الصحبة ، فلسنا ندري لماذا يصرّ أهل السُنّة على أفضلية الصحابة إيماناً ومكانة ، مع ان الرسول صلىاللهعليهوآله لا يعتبرهم كذلك ، وإنما يفضّل عليهم المؤمنين الذين يأتون من بعده ، والذين لم يرونه ويؤمنون به.
الصحابة وخصلة النفاق
يستثني أهل السُنّة والجماعة من الصحابة ، المرتدين والمنافقين الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ، وفي مقدمتهم ـ بالطبع ـ زعيم المنافقين عبد الله بن أُبي بن أبي سلول.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ١ : ٤٤ ؛ الدر المنثور ـ السيوطي ١ : ٢٦.
(٢) مجمع الزوائد ـ الهيثمي ١٠ : ٦٦ ؛ المعجم الاوسط ـ الطبراني ٥ : ٣٤١ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٥٥.