اصحابي كلهم خير» (١).
: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : ومن يا رسول الله؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي» (٢).
فتاوى الصحابة وآراؤهم واجتهادهم وسُنتّهم
يعتبر مذهب الصحابي ـ لدى أهل السُنّة والجماعة ـ حُجة مطلقاً ، اذ كان الصحابة يجتهدون ، وهم بعيدون عن المدينة أو مقيمون فيها (٣).
وسُنّة الصحابة ، سُنّة يعمل بها ويرجع اليها ، والدليل على ذلك ، أمور : ثناء الله عليهم ، ومدحهم بالعدالة وما يرجع اليها كقوله تعالى : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (٤) ، وقوله : وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (٥) ، ففي الاولى إثبات الافضلية على سائر الامم ، وذلك يقضي باستقامتهم على كل حال وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة ، وفي الثانية ثبات العدالة مطلقاً.
فالصحابة مُخاطبون على الخصوص ، وهم أول من داخل في شمول الخطاب ، فإنهم أول من تلقّى ذلك من الرسول صلىاللهعليهوآله ، وهم المباشرون للوحي ، وثالثاً انهم أوْلى
__________________
(١) كنز العمال ١١ : ٦٣٥ ؛ تأريخ مدينة دمشق ٢٩ : ١٨٥.
(٢) كنز العمال ١ : ٢١٠ ؛ لسان الميزان ـ ابن حجر ٦ : ٥٦ ؛ مجموعة الفتاوى ـ ابن تيمية ٣ : ١٧٩.
(٣) المذاهب الفقهية : ١٤ ـ ١٥.
(٤) آل عمران ١١٠.
(٥) البقرة ١٤٣.