رسول الله ، الى الحصار والهجوم والمُفاجئ ، بدون إذن أصحابه ، والتهديد بالحرق وتوفيت فاطمة بنت رسول الله بعده بستة أشهر ـ غمداً ـ ودُفنت ليلاً دون أن تأذن للخليفة الأول وصحبه بحضور الصلاة والدفن ، ووُريت الثرى في مكان مجهول.
لماذا اضطر علي للبيعة؟
وبعد رحيل فاطمة الزهراء ، أحسّ عليّ أن قرار قتله الذي أصدره أصحاب السلطة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ، كان جارياً ومفعولاً إذا لم يبايع ، وذلك لأنه إن لم يُعلن البيعة التي هي بيعة مُكرهة في كل الاحوال ـ لأبي بكر ، فسيكون محطاً لكل الرافضين لبيعة الخليفة الأول وكانوا مُكرَهين عليها ، أو الذين ندموا لبيعتهم لأبي بكر ، أو الذين تذكّروا بأنهم بايعوا علياً ـ قبلاً ـ في غدير خم بأمر من رسول الله ، وانه هو الأحق والأولى بالخلافة لتأكيد الرسول عليه في مناسبات عديدة ، وبالنتيجة يصبح عليّ ملاذاً للمعارضين الذين وعوا حقيقة المجريات بعد أن أُستغفلوا من قبل التيار الذي ركب الحكم خلافاً لما أوصى به النبي المختار صلىاللهعليهوآله.
أما لو بايع عليّ ، فسينفضُّ عنه اناس ـ حسب منطق التيار الحاكم وعلى رأسه أبو بكر وعمر بن الخطاب ـ.
كما ان علياً إذا لم يبايع ، فسيكون مصيره القتل في كل الأحوال من قبل الحكّام وقريش التي لا تسكت ولا ترضى باجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم ، فتعلنها حرباً شاملة على أهل المدينة بإقرار عمر الناطق باسم قريش الرافضة لحكم علي بعد النبي صلىاللهعليهوآله (١).
__________________
(١) انظر : تأريخ الطبري ٣ : ٢٨٩.