المسلمين ، وعدم تدوينها بذريعة الخوف من اختلاطها بالقرآن الكريم ، ولم تُدوّن بالتفصيل ، إلا في أوائل العهد العباسي بعد ان اختلطت بها أضعافها من الأحاديث التي وُضعت في العهدين الاموي والعباسي بهدف التغطية على أحاديث النبي بوجوب اتّباع أهل بيته كحَمَلة لعلمه وفقهه ، وقيادة الأمّة من بعده دون غيرهم من الصحابة والمسلمين.
(حقائق) مبعثها الاوهام والاحاديث الموضوعة
وعى أكثر المسلمين في القرن الثاني من الهجرة ، وأمامهم ركام من الاحاديث التي وضعت في العهد الاموي ، ليؤمنوا بها كحقائق لا تقبل النقاش ، منها :
١ ـ ان الرسول صلىاللهعليهوآله لم يستخلف أحداً ، وانما مات وترك الأمّة هي التي تختار الخليفة الأصلح لها.
٢ ـ ان الصحابة عدولٌ بأجمعهم ، ولا يحق لأحد المساس بهم ، أو الطعن فيهم ، أو لعنهم وسبّهم ، لأن فعل ذلك يؤدي إلى سب الله ورسوله.
٣ ـ ان الصحابة ولكونهم عدولاً ، لا يكذّبون على رسول الله ، فهم حملة السُنّة النبوية ، وهم الذين نقلوا لنا هذه السُنّة بأمانة.
٤ ـ كما ينبغي الاقتداء بالصحابة ، وأخذ أقوالهم وفتاواهم وآرائهم ، على محمل الصحة ، لأنهم أفضل الخلق بعد رسول الله.
٥ ـ ان الأمّة قد انتخبت الخلفاء الراشدين بعد رسول الله ، وسُنّة الخلفاء الراشدين ينبغي الأخذ بها والعض عليها بالنواجذ.
٦ ـ الاختلافات الفقهية والمذهبية ، أمر طبيعي يؤكد الثراء الفقهي ، والتنوّع المذهبي الذي هو ضروري للأمّة.