والأنصار وسائر المسلمين ، ومبايعته حاكماً على الأمّة ، فضلاً عن تعيينه من قبل الله تعالى خليفة وإماماً على الأمّة جمعاء ، إلا أن تلك الأمّة قد اُستغفلت وفوجئت بمؤتمر السقيفة وما جرى من إرغام الناس على البيعة لأبي بكر حيث بايع أكثرهم دون أن يعلموا بعواقب تلك البيعة التي جرت بين الاكراه والإستغفال.
والحقيقة ان بيعة عليّ كانت الوحيدة في التأريخ التي أجمعت الأمّة عليها بعد الفتنة ، وما اضطره إلى قبول التصدّي للحكم بشرط السير على نهج القرآن والسُنّة النبويّة وحدهما.
ولما عرفنا قبلاً ـ ان النبي صلىاللهعليهوآله ـ قد أشار مراراً إلى أن عليّاً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، فلابد أن يكون الشيعة هم الفرقة الناجية دون سائر الفرق الممتدة على طول التأريخ.
وشيعة عليّ الذين قصدهم رسول الله ، هم في الحقيقة أتباع أهل البيت السائرون على نهجهم ، وهم فضلاً عنه وابنته فاطمة ، الأئمة الاثنا عشر.
الصلاة المفروضة .. كيف تغيّرت؟
من المسلّمات في الاسلام ان الصلاة اليومية من أهم فرائض وواجبات الشرع المقدّس ، إذ هي عمود الدين (١) ، وكتاب موقوت على المؤمنين حسب التعبير القرآني ، والمستخفّ والمستهين بها ، عند أهل السُنّة والجماعة ، يواجه عقوبة إلهية شديدة (٢) ،
__________________
(١) الجامع الصغير ـ السيوطي ٢ : ١٢١.
(٢) الدر المختار على صدر رد المختار ـ كتاب الصلاة ١ : ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ؛ الفقه على المذاهب الاربعة ـ كتاب الحدود الكبيرة العشرون ـ ترك الصلاة متعمداً ٥ : ٤٠١.