ملاحظات على المذاهب الأربعة
بعد أن عرضنا بشيء من التفصيل المذاهب الاربعة ، وأثبتنا ان هذه المذاهب تختلف فيما بينها على قواعد الاستنباط الفقهي ، مما أدّى الى بروز خلافات فقهية حادة ، تجلّت بوضوح في الفتاوى المتضادّة والاحكام المتعارضة للمذاهب الاربعة المشهورة التي لم يكن أصحابها سوى فقهاء ضمن مئات آخرين ، حذّروا تلامذتهم من تقليدهم وإتّباعهم في آرائهم الخاضعة لاعادة النظر والتراجع والنقاش والتغيير حالما يثبت قصورها بفعل ظهور أدلّة أقوى من قبل فقهاء آخرين.
وهنا نعقد مقارنة مباشرة بين أدلة هذه المذاهب لمعرفة الأسباب التي نجمت عنها تلك الفروقات الصارخة في فتاوى وأحكام كل مذهب من تلك المذاهب الأربعة ، وهي المذاهب المعروفة بأنها أفضل المذاهب السُنّية على الاطلاق ، والمُعترف بها منذ مئات السنين ، والتي قاومت عوامل الزمن دون أن تضمحل وتتلاشى كالمذاهب الفقهية الأخرى.
المذاهب الفقهية والنص القرآني
تتفق المذاهب الاربعة على ان القرآن الكريم هو المصدر الاول للاحكام الشرعية بلا منازع ، ولا يحق لأحد الاجتهاد مقابل النص القرآني بأي حال من الأحوال ، ولكن هناك من المذاهب من يُخضع النصوص القرآنية لعمل الصحابي ، وخاصة عند أبي حنيفة وابن حنبل حيثُ يُخصّص عل الصحابي ، عموم القرآن ، لأن الصحابي لا