حقيقة الصحابة وسيرتهم في القرآن والسُنّة
يُجمع أهل السُنّة والجماعة على عدالة الصحابة جميعاً ، وأن بساطهم مطوي بحيث لا يحق لأحد مهما كانت منزلته الدينية أو رتبته العلمية ، المساس بهم أو نقدهم ، لأنهم كانوا قمة في كل النواحي والأمور ، وكانوا ذوي مزايا وخصائص يفتقد إليها سائر المسلمين حتى في الوقت الحاضر ، لأنهم كانوا شريحة تحيط بالرسول صلىاللهعليهوآله ، وتقتدي به في حركاته وسكناته ، وتنهل من معارفه وعلومه وآدابه ، ولذا ينبغي الإطلاع ـ عن كثب ـ على حياة الصحابة ، وسلوكهم مع الرسول ، أو استجابتهم لأوامره وإرشاداته.
وذلك لانه ـ وحسب اعتقاد أهل السُنّة والجماعة ـ كان الصحابة الكرام ، يتلقون الأحكام من أقوال الرسول وأفعاله ، وإقرارته ، وسكوته ، وجميع أحواله.
وفي رأي الجمهور المسلم ، وجوب وتقديس واحترام وتقدير الصحابة ، وجعلهم قدوة في حياتنا ، لأن الرسول صلىاللهعليهوآله دعانا إلى ذلك ، بقوله : الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبهم ، فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله ، يوشك أن يأخذه (١).
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٥٨ ؛ صحيح ابن حبان ١٦ : ٢٤٤ ؛ تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٤٦ : ٦٠.