أم كانت هناك نصوص مباشرة وغير مباشرة من القرآن الكريم والسنّة النبوية ، قد تجاوزها القوم لأمر مُبيّت بليل؟ من أمثال تثبيت الله لولاية عليّ على المؤمنين في آية التصدّق بالخاتم ، أو تأكيد رسول الله في حادثة الانذار ، وواقعة الغدير الشهيرة ، وغيرها العشرات من الادلة الدامغة لكن القوم قد تناسوها تنزيها للخلفاء الاوائل من تهمة ادّعاء خلافة الرسول دون مسوّغ مشروع؟
٦ ـ لو كان علي فاقداً للتجربة والمعرفة بالأمور كالآخرين كما يزعم ابن الجراح ، فلِمَ يا ترى اتخذه رسول الله وزيراً له وأخاً ووصياً وخليفة من بعده في حادثة «وانذر عشيرتك الأقربين» وهو لم يزل يافعاً ، ولم يلتفت صلىاللهعليهوآله لصغر سنّه ، وظلّ يرعاه ويوجّهه طيلة البعثة المباركة ويوصي المسلمين به خيراً؟
من هو الشخص المعيّن لخلافة رسول الله؟
أما الادعاء بأن رسول الله لو أوصى وعيّن علياً خليفة له ، وخاصة في واقعة الغدير ، فلِمَ لمْ يسارع المسلمون. وبالذات المهاجرون والأنصار ـ للذود عن حق علي في الخلافة ، بل تجاهلوا ذلك تماماً ، سواء الفئة التي شاركت في السقيفة ، أم عموم المهاجرين والأنصار الذين بايعوا أبا بكر مباشرة ، ولم يحتجوا على تلك البيعة ، أو يؤكدوا بطلانها لأن علياً هو الأحق بالبيعة؟
وقبل الردّ على هذا الادعاء ، ينبغي القول بأن النص الديني إذا كان متواتراً أو صحيحاً وثابتاً ، فليس من حق أحد أن يشكّك فيه لأن الناس يتخطّونه ولا يعيرون له أهمية ، لأن المعيار هنا هو النص ومضامينه وما يومئ إليه ، لا أن نُخضع النص للأمزجة الشخصية ونفرّغه من محتواه ومضمونه ، أو نشكّك فيه بالكامل ، لأن الناس تجاوزوه أو أهملوه بالمرّة ، سوى عدد قليل منهم في بعض الأحيان.