الاختلاف .. مذموم دائما
في اعتقاد أهل السُنّة والجماعة ـ وكما قرأنا في موضوع الاختلاف ـ ان الخصومة في الدين غير الاختلاف في فروعه التي لم ينص عليها ، واذا تجاوز حدوده يتحوّل الاختلاف من ظاهرة بناء الى معاول للهدم (١).
ولا تتعدّى الاختلافات المقبولة ، القضايا الفقهية التي تضمحل وتزول حين يُحتكم الى النصوص التي تعلو الشبهات من كتاب وسُنّة ، فيذعن الجميع للحق في ظل أدب نبوي كريم ، لأن سبب الخلاف لا يعدو أن يكون عدم وصول سُنّة في الأمر لأحدهم ، ووصولها للآخر ، أو اختلافاً في فهم النص أو في لفظه (٢).
ومن فضل الله ـ حسب المفهوم السُنّي ـ أن جعل الجانب الفقهي في دائرة ما يجوز فيه الاختلاف الذي هو واقع لاشك فيه ، وقد صُنّفت تصانيف لأسباب اختلاف الأئمة في الفروع ، طبق الآية الكريمة : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً (٣).
__________________
(١) أدب الاختلاف ٢٧.
(٢) أدب الاختلاف ٧٧.
(٣) هود ١١٨.