البخاري في مقياس الحقيقة
قمنا في البدء ، بقراءة البخاري ، قراءة دقيقة ، فوجدنا الكثير من الاحاديث تنسجم مع الهدي النبوي ، وكل من يتفرَّس فيها يتيقن بصدورها عن الهادي النذير (عليه أفضل الصلاة والسلام) ، لكننا اكتشفنا في ثنايا صفحات الصحيح ، أحاديث كثيرة وروايات تفتقر الى المنطق والعلمية والموضوعية أيضاً ولا تليق بمقام النبوة أبداً ، وأحاديث وروايات أخرى تتعارض والذوق الانساني والاسلامي وهي أقرب للأساطير والخرافات التي ينأى العقل الانساني عنها فضلاً عن الاسلامي. ومن المسلّم به انها روايات وأحاديث مدسوسة من قبل اليهود والنصارى والمنافقين لتشويه اسلامنا العظيم.
النبي محمد وقداسته
ففي الوقت الذي ينقل البخاري عن النبي صلىاللهعليهوآله أمْره للمسلمين بعدم استقبال القبلة ولا استدبارها عند قضاء الحاجة ، ينقل عن عبد الله بن عمر بأنه ارتقى سطح بيت أخته حفصة ، فرأى النبي يقضي حاجته مستدبراً القبلة ، مستقبلاً الشام!! (١).
فإذا كان الصحابي ابن عمر صادقاً في أقواله ، فيعني ذلك ان النبي لا يطبّق وصاياه التي اوصى بها المسلمين على نفسه ، فهو في الوقت الذي ينهاهم عن استدبار القبلة ، كراهية لهذا التصرّف ، يُمارس هذا العمل المكروه ، في حين ، يدعو القرآن الكريم الناس ليتخذوا من الرسول قدوة حسنة.
والإحتمال الآخر في هذا الشأن أن يكون ابن عمر كاذباً وتسْقط بذلك نظرية عدالة
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ٤٦.