الخلافة الراشدة في الاطروحة السُنيّة
تنقسم الخلافة الاسلامية التي أعقبت رحيل الرسول صلىاللهعليهوآله الى بارئه الاعلى ، الى خلافة راشدة ابتدأت بالخليفة الأول أبي بكر ، ثم الثاني عمر بن الخطاب ، ثم الثالث عثمان بن عفان ، ثم الرابع علي بن أبي طالب ، ويُضاف اليهم من العهد الأموي عمر بن عبد العزيز ، وهو الخليفة الراشد الخامس.
أما خلفاء الدول الاسلامية الكبرى الثلاث ، الاموية والعباسية والعثمانية ، فهم ليسوا خلفاء راشدين لأن عهودهم تخللّتها فترات ظلم واستبداد بحق الرعية ، ومع ذلك فلم يكن يحق للمسلمين ـ عند أهل السُنّة والجماعة ـ القيام ضدها أو محاربتها لأن هؤلاء الخلفاء كانوا يصونون الثغور فضلاً عن قيامهم بالفتوحات الواسعة في أعماق آسيا وإفريقيا وأوروبا.
بَيْد ان عهد الخلافة الراشدة ، يتسم بالعدل والإحسان وحفظ حقوق الرعية ، وهو يعتبر استمراراً للعهد النبوي ، ولا يحق لأي انسان مسلم توجيه النقد والاتهام للخلافة الراشدة أو الطعن في سياستها وممارستها ، وإلا يُحشر في صف الخونة أو ربما الخارجين عن الدين ، خاصة وان الخلفاء الراشدين الاربعة من كبار الصحابة وأجلّائهم.
ويُحتج لذلك بقوله صلىاللهعليهوآله : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ (١) ، وقال ابن القيم الجوزية في توجيه الحديث : فقرن
__________________
(١) الفتاوى الكبرى ـ ابن تيمية ٢ : ٩٢ ؛ تأريخ الخلفاء ـ السيوطي : ١١.