ويؤكد علماء الشيعة ، بأن ما يُسمّى بالمذهب الشيعي ، أو المذهب الجعفري ، أو المذهب الامامي ، أو المذهب الاثنا عشري ، ليس إلا الاسلام المحمدي الأصيل الذي نادى به صلىاللهعليهوآله في وصاياه للأمّة باتّباع أهل بيته وفي مقدمتهم ـ بالطبع ـ عليّ بن أبي طالب ، لأنهم الامتداد الحقيقي له ، فأصبح أتباع اهل البيت : «شيعة» ، ومنهج العترة النبوية : «تشيعاً» ، إلا ان نشوء المذاهب السُنّية العديدة في أواسط القرن الهجري الثاني ، والتي تزعم كلها الانتساب للرسول (ص) وإنها الخليفة الشرعي له ، والتي انضوت تحت اسم «أهل السُنّة والجماعة» ، دفعت بأتباع أهل البيت إلى تسمية منهجهم بالمذهب الشيعي ، كي لا يضيع الشيعة في غمرة ذلك العدد الكبير من المذاهب والمدارس السُنّية التي تعتبر نفسها الامتداد الصحيح للمنهج النبوي ، والممثلة له ، وإلا فالاسلام الأصيل ، ليس فيه مذاهب ولا فِرَق ولا نِحل ولا طوائف ، وكما يؤكد رسول الله ، ان النجاة لفرقة واحدة فقط ، حيث يقول الشيعة : هذه الفرقة هي التشيّع لاهل البيت واتّباع منهجهم فحسب ، وهي الفرقة الوحيدة الناجية في رأيهم دون الفرق الأخرى (١).
دفاع الشيعة عن مدرسة اهل البيت
! ـ إن الدين الإسلامي الذي نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، مبعثه الخالق عزّ وجل الذي يعلم يحث يجعل رسالته ، ولأنه يعلم ان للنبي محمد صلىاللهعليهوآله ، استعدادات ذاتية لتقبّل الرسالة الإسلامية ، فقام بتسديده وعصمته وإنزال الوحي على قلبه ، فتلقّى القرآن ال كريم ومِثله معه من الحديث الشريف الذي هو شرح وتفصيل للآيات القرآنية.
__________________
(١) تفسير القرطبي ٢ : ٩.