وعليّ مع الحق والحق مع علي ، اللهم أدر الحق مع عليّ حيث دار (١) ، وقال رسول الله في مرضه : ادعوا لي أخي ، فجاء أبو بكر فأعرض عنه ، ثم قال : ادعوا لي أخي ، فجاء عثمان ، فأعرض عنه ، ثم دعي عليّ ، فسترد بثوبه وأكبّ عليه ، فلما خرج من عنده ، قيل له : ما قال لك؟ قال : علّمني ألف باب ، كل باب يفتح له ألف باب (٢).
تساؤل وجيه وإجابة مقنعة
يتساءل أهل السُنّة والجماعة ، بإن فضائل عليّ ومناقبه التي تدلّ على عصمته وإنه الفيصل بين الحق والباطل ، والصواب والخطأ ، والهدى والضلال ، والايمان والنفاق ، ووجوب طاعته وعدم عصيانه ، ووجوب محبته وعدم بغضه ، ولا يحق لأحد بغضه لأن من أبغضه فإنما يبغض الله ورسوله ، وما إلى ذلك من الفضائل والمناقب ، هذه الفضائل والمناقب ، يوجد مثلها في حق الصحابة والخلفاء الأوائل ، وليس هو ينفرد بها دون الآخرين؟ فكما لأهل البيت وعليّ بالخصوص ، تلك المناقب الكبرى ، فإن للصحابة والخلفاء ، مناقب وفضائل على غرارها ، فلماذا هذا التأكيد من أتباع أهل البيت على عليّ دون سواه من الخلفاء والصحابة الآخرين؟
والجواب عن هذا التساؤل ، دعانا للتحرّي في هذه الاشكالية المطروحة ، والتوصّل الى النتيجة التالية :
لم يكن في عهد الخلفاء الاربعة المُسمى بالراشدين ، سوى أحاديث نبوية كثيرة في
__________________
(١) المستصفى ـ الغزالي : ١٧٠.
(٢) تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٤٢ : ٣٨٥ ؛ سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ٨ : ٢٤ ؛ البداية والنهاية ـ ابن كثير ٧ : ٣٩٦.