القرآن الكريم وعدالة الصحابة
بعد هذه الحقائق الغرّاء ، أليس من المفارقات العجيبة ، إدعاء أهل السُنّة والجماعة بوجود آيات قرآنية تثبت عدالة الصحابة جميعاً بالرغم من تعارضها مع الآيات السابقة؟
لنتعرّف على هذه الآيات التي يتشبث بها جمهور السنّة ويتخذونها دليلاً على عدالة الصحابة جميعاً وعصمتهم من الكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
الآية الأولى :
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (١).
ولسنا نعلم كيف يُستدل من هذه الآية المباركة على عدالة الصحابة وحصانتهم ضد الكذب على الرسول صلىاللهعليهوآله؟ فخيرية الأمّة الاسلامية المُخرجة للناس ، انما هي خيرية ابتداء ، بمعنى ان هذه ال أمة بما تمتلك من مقومات وتعاليم إلهية حقة ، هي خير الأمم بشرط أن تلازمها تلك الأسس والمقومات والمبادئ حتى آخر الشوط ، وأي توانٍ من تنفيذ واجباتها إزاء نفسها وإزاء الآخرين ، سيُفقدها تلك الخيرية بالتدريج ، ولذلك اشترط الله تعالى على هذه الأمّة ، اداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتُواصل خيريتها» وافضليتها على «الأمم السابقة» التي أُخرجت للناس قبل انحرافها عن تعاليم أنبيائها
ثم ان الله سبحانه وتعالى حين ذكر بأن الأمّة الاسلامية خير الأمم ، لم يتطرق الى عاقبة هذه الأمّة ، وهل ستبقى خيّرة وفاضلة ومتميزة الى النهاية أم انها تؤول الى الضعف والانكسار كالامم السابقة في هذه الآية بالذات والآيات التي أعقبتها ، وإنما
__________________
(١) آل عمران ١١٠.