المتتابعة لتحذيرهم تارة أو لتوبيخهم وتهديدهم تارة أخرى ، من اتّباعهم لخطوات الشيطان ، ومن الشطط وممارسة الاعمال الشائنة كالربا ، وطالما حذّرهم الله من التمادي في إطاعة أهل الكتاب والكفار ، ابتغاء لعَرَض الحياة الدنيا ، أو اتخاذهم الكفار أولياء من دون المؤمنين ، أو تولية الأدبار عند لقاء الكفار والمشركين في الحروب ، أو الوقوع في الفتن ... وغير ذلك من ال تصرفات المنحرفة.
وأكثر هؤلاء المؤمنين ـ بالطبع ـ من الصحابة الملازمين للرسول صلىاللهعليهوآله ، وبالرغم من أن الآيات القرآنية السابقة وصفتهم بالانحراف والزيغ عن الحق ، فإنها امتدحتهم في مواضع أخرى ، فاذا كان هؤلاء الصحابة ، محصّنين ضد الانحراف واقتراف السيئات ، وإذا كانوا ذوي تربية رفيعة ، فلِمَ كانوا يعصون الرسول ، ولا يحترمون وصاياه وأوامره ، ويتركونه حتى في الصلاة قائماً ، وينصرفون الى اللهو والتجارة؟ أهذه هي الأخلاق السامية التي يتمتعون بها كما تصوّرهم كتب الجمهور دائماً؟
الصحابة بين الايجابيات والسلبيات
صحيح ان بعض الصحابة كانوا مِثالاً يُحتذى به في الأخلاق والسلوك والنزاهة والتصرّف الرزين ، والطاعة لله ورسوله في كل المواقف ، ولكن هؤلاء ليس كل الصحابة بطبيعة الحال ، والقرآن الكريم حينما يصف المؤمنين ، سواء كانوا صحابة أو غير صحابة ، فهو يضع في نظر الاعتبار ، ظروف وأحوال المسلمين حين نزول الوحي على قلبه صلىاللهعليهوآله ، سواء كانوا في موضع مُناصر وايجابي من نبيهم ، أو بالعكس كان موقفهم متخاذلاً وسلبياً من أوامره صلىاللهعليهوآله. وبتعبير آخر ، سواء كانوا في حالة طاعة أو معصية للرسول ، فلا يحق لنا والحال هذه أن ننتقي ما يروق لنا من ممارسات ومواقف المؤمنين أو الصحابة ، فندوّنها في كتبنا ومصنّفاتنا ، ونضع التحليلات والنظريات