بعضهم لبعض ، فتحبط أعمالهم وهم لا يشعرون ، أما الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله ، فهم الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ، ولهم مغفرة وأجر عظيم ، والمؤمنون الذين ينادون الرسول من وراء الحجرات ، أكثرهم لا يعقلون (١).
ـ ومن المؤمنين من يحاول أن يعلّم الله بدينه ويمنّ على النبي «صلوات الله عليه» بإسلامه ، مع إن الله هو الذي هداهم للايمان إن كانوا صادقين (٢).
ـ وهناك مؤمنون لم تخشع قلوبهم لذكر الله ، وما نزل من الحق ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون (٣).
ـ ويحذّر الله المؤمنين من المناجاة بينهم بالاثم والعدوان ومعصية الرسول ، وانما ينبغي أن يتناجوا بالبر والتقوى (٤).
لاشك ان أي انسان مسلم يتوخى الحقيقة ، لابد وان يستنتج من خلال الآيات القرآنية السابقة التي تتمركز حول المؤمنين الذين عاصروا الدعوة الاسلامية في أبرز مراحلها الحساسة ، ولازموا الرسول صلىاللهعليهوآله في حلّه وترحاله ، بأن المؤمنين ـ حسب مواقفهم من الأوامر الالهية والنبوية ، وسلوكهم العقائدي والاجتماعي والأخلاقي ، وتصرفاتهم الحياتية ـ لم يكونوا بذلك المستوى الايماني العميق والراسخ ، كما يتوهم البعض ، وإنما كان سلوكهم كسلوك الناس العاديين في كل العصور ، لا يفترقون عنهم بحال من الأحوال ، فهم يعصون الأوامر الالهية في أكثر الاحيان ، وتأتي الآيات القرآنية
__________________
(١) الحجرات ١ ـ ٤.
(٢) الحجرات ١٦ ـ ١٧.
(٣) الحديد ١٦.
(٤) المجادلة ٩.