ما ينبغي على الأخوَة في الدين
١ ـ ينبغي على أبناء السُنّة عدم اتخاذ الصِحاح والمسانيد والسنن وكُتُب الرواية والحديث والتأريخ ، مصادراً لا تخلو من الدسّ والخطأ والتدنيس من قِبل الوضّاع وأعوان السلطة الحاكمة الذين ما فتأوا يتلاعبون بها ، سواء بالاضافة أو الحذف أو التغيير لصالح مدرسة الخلفاء والحُكّام والسلاطين ووعاظهم وسدَنَتهم الذين لم يخشوا الله أبداً في الكذب والتزوير والافتراء ، لكي ينحاز التأريخ في معظمه ، الى جانب المذهب السُنّي الذي يمثّل الوجه الشرعي والديني للطبقة الحاكمة على إمتداد التأريخ الاسلامي ، وذلك على حساب أهل البيت الذين لاقوا التشويه والتهميش والإقصاء والملاحقة على يد أعوان الحكّام فيا لماضي والحاضر.
٢ ـ على أتباع المدرسة السُنّية ، التمييز الدقيق بين الحق والباطل ، وعدم الخلْط بينهما ، كما هو طبْعُ أقطابهم وديدنهم خلال العهود المنصرمة ، وذلك من خلال التحليل العقلي والمنطقي للحوادث والامور ، بحيث لا يسمحوا لأنفسهم تسطيح نظرته للمجريات التأريخية الى حدّ المساواة بين المُحق والمُبطل ، وبين الهادي والذي هو بحاجة الى الهداية ، وبين المُطيع لرسول الله والعاصي لأوامره ووصاياه ، وبين الفاضل والمفضول ، وبين العالم والجاهل ، وبين المُعتدي والمُعتَدى عليه ، وبين القاتل على حق والمقتول على باطل وبالعكس ، وبين الشجاع والجبان ، وبين الذي يثبت في الحروب والذي يفرّ من الزحف.
وبالتالي اذا لم يحدّدوا موقفهم الفاصل والدقيق ، لاستخلاص الحق المحض ، من بين القضايا المتداخلة والمُجريات التي يختلط فيها الحق والباطل ، الى حد الالتباس على العقول الساذجة ، وما يؤدي إليه من غشاوة وفقدان للبصيرة ، بالرغم من تحذيره