سبحانه وتعالى من الولوج في هذا الطريق الملتوي : الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١).
هذا المِراء سيُبقي أبناء السُنّة والجماعة على تخبّطهم المعهود ، بحيث يخالون انهم على الحق المبين والصراط المستقيم ، فيما هم ينحدرون في طريق مظلم متعرّج لا يؤول بهم الى شاطئ النجاة ، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً.
وكلّ من له قناعة تامة ، وهو على يقين من أمره ، وانه يسير على نهج الحق والاستقامة ، لا يخشى من نبش التأريخ واستخراج مفرداته ، وتقليب صفحاته ليزداد يقيناً في توجّهه المذهبي ويتحصّن به في إنتقاد وإفحام شبهات المعارضين والمخالفين.
تُرى لِمَ يسعى رموز المدرسة السُنّية لإخفاء الحقائق التأريخية وكتمانها ـ دوماً ـ على أبناء الأمّة ، وعدم السماح لهم بتفكيك التأريخ الاسلامي وتفحّصه بدقة لمعرفة الحقائق الغامضة والنقاط المُبهمة والاشكالات والشبهات التي يطرحها الخصوم ضد الاسلام ، وذلك بدعوى الخوف من المساس بشخصيات محترمة لديهم او تسقيطها ـ تأريخياً ـ فيما هم يجلّونها كل الإجلال!!!؟.
ان خطوة إخفاء الحقائق التأريخية تنمّ عن الخوف من إطّلاع الجمهور على الخفايا والحقائق المحجور عليها منذ ما يربو على اربعة عشر قرن!! وما يعوز أبناء جمهورنا المسلم ، هو الجرأة والإقدام كما فعلت أنا وإكتشفت الخطأ التأريخي الذي وقع فيه قومي خوفاً من مس السلف «الصالح» ، وإتهامهم بالزيغ والانحراف عن وصايا القرآن والرسول الأكرم «سلام الله عليه».
__________________
(١) البقرة ١٤٧.