النتيجة المُستخلصة
١ ـ لو تم تدوين الحديث النبوي في حياته صلىاللهعليهوآله ، أو بعد رحيله مباشرة ، لما تعدّدت واختلفت المدارس الفقهية ، وتضاربت أحكامها ومسائلها ذلك التضارب الصارخ؟
٢ ـ لم يكن فقهاء ومجتهدو القرن الثاني والثالث الهجريين ، وخصوصاً الامام أبو حنيفة ومالك بن أنس ومحمد بن ادريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل ، أصحاب مذاهب ، وانما مجرّد فقهاء ومجتهدين ، وأحكامهم وفتاواهم قابلة للنقاش والنقد وحتى النقض ، ولم يكونوا يَرْضون بتقليدهم من قبل تلاميذهم وأتباعهم الذين خالفوا نصائح أساتذتهم ، وبثّوا فقههم بين أوساط المسلمين على شكل مذهب خاص لا يقبل الطعن أو التغيير ، خاصة في القواعد الأصولية والفقهية.
٣ ـ العديد من الفقهاء الذين قام أتباعهم بتحويل نهجهم الفقهي والأصولي الى مذهب محدّد ، كانوا يرفضون الاتّصال بالحُكام والتنسيق معهم ، أو العمل تحت إمرتهم ، أو امتهان القضاء ، أو تسلّم مواقع حساسة في الدولة ، لأنهم كانوا يعتبرون حُكّام ذلك العصر ، ظَلَمة وجائرين ، لذلك لاقوا القمع والتنكيل والسجن والإبعاد بسبب رفضهم التعاون مع الاجهزة الحاكمة ، كأبي حنيفة ومالك وابن حنبل ، لكن تلامذتهم لم يتورّعوا من تسنّم تلك المناصب الحساسة ، وبالتالي كانوا السبب في انتشار مذاهبهم بدعم مباشر من السلاطين والحكام الجائرين.
٤ ـ تعدّدت الخلافات بين أتباع المذاهب والمدارس الفقهية ، من الخلاف والحوار