معنى الشراكة والوزارة والاستخلاف في القوم
وهناك نقطة ربما خفيت على بعض رموز أهل السُنّة ، وهي ان ولاية عليّ إنما كانت في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ، اذ هي امتداد لولايته صلىاللهعليهوآله ، ولا منافاة في ذلك أو تعارض بين الولايتين ، لأنهما في الحقيقة ولاية واحدة ، والدلائل على ذلك عديدة :
١ ـ قضية المباهلة ، ونزول الآية القرآنية : وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ (١) ، إذ ساوى الرسول بين نفسه وبين نفس عليّ كما يجمع المفسرون.
٢ ـ دلالة الآية القرآنية : مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّـهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ (٢).
فكما لا يحق لأحد أن يُقدّم نفسه على نفس الرسول ، كذلك لا يحق لأحد أن يقدّم نفسه على نفس عليّ ، وهنا تتحقق الولاية لعليّ في عهد النبي.
٣ ـ تاكيد رسول الله في حديث له حول بعض صحابته ، إذ سأله عمرو بن العاص عن علي ، فقال صلىاللهعليهوآله : «ان هذا يسألني عن نفسي» (٣).
٤ ـ قول الرسول في علي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي» ، وذلك عندما خلفه رسول الله صلىاللهعليهوآله على المدينة في غزوة تبوك (٤).
وحديث المنزلة هذا ، لو رُوي وحده لكان كافياً لتثبيت منزلة علي من النبي ، لأن
__________________
(١) آل عمران ٦١.
(٢) التوبة ١٢٠.
(٣) كنز العمال ـ المتقي الهندي ١٣ : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٤) صحيح البخاري ٧ : ١٢٠ ؛ سنن الترمذي ٥ : ٣٠٥.