القينات والمغنيات ، وصادق ان جاء رسول الله الى ذلك المنزل ونظر الى حمزة ، فقال له حمزة : وهل أنتم إلا عبيد؟ (١).
فهل يليق بحمزة أن يجابه الرسول صلىاللهعليهوآله بذلك الكلام الوقح ، بدلاً من الخجل والاعتذار من ابن أخيه صلىاللهعليهوآله؟ وعلى فرض ان حمزة كان يمارس هذه التصرفات المبتذلة قبل إسلامه ، فهل يصح أن يزور الرسول هذه الاماكن المشبوهة؟
الله تعالى في منظار البخاري
كيف يصف رسول الله ، الخالق عزّ وجل كما يروي البخاري؟
ينقل الصحيح عنه صلىاللهعليهوآله بأن آخر انسان يدخل الجنة ، يحاوره الله تعالى مراراً ، فيأمره بدخول الجنة ، فيأتيها ويخيّل إليه انها ملأى ، فيقول الله تعالى إنها ملأى ، وهكذا يتكرّر هذا المشهد ، فيقول الله تعالى له إذهب وادخل الجنة فان لك مثل الدنيا عشر أمثالها ، فيقول لله تعالى : تسخر مني أو تضحك عليّ ، وبعد أن يدلي رسول الله بهذا الكلام يضحك حتى تبدو نواجذه (٢).
أيعقل إنسان بأن هذا الحديث صحيح ، وان الله يحاور إنساناً مباشرة وجهاً لوجه ، الى درجة يغضب هذا الانسان الداخل الى الجنة ويواجه الله تعالى بهذا الاسلوب الفج ، متّهما الخالق جل شأنه ـ والعياذ بالله ـ بأنه يسخر منه أو يضحك عليه؟ وهل تصل الامور بالنبي الى درجة الضحك والسرور لردّ مخلوق بهذه الفضاضة على خالقه تعالى ، إنه لعجب عجاب!!
__________________
(١) صحيح البخاري ١٦ : ٥.
(٢) صحيح البخاري ٧ : ٢٠٤.