الخطاب من خلال لجنة الشورى التي كانت تبلغ ستة أنفار هو أحدهم. وهكذا قُتل الخليفة الثالث ودُفن في مقبرة اليهود لأن أهل المدينة رفضوا دفنه في البقيع.
هذه هي حقيقة الخليفة عثمان بن عفان الذي يعدّه أهل السُنّة خليفة راشداً تستحي منه الملائكة ، وهو الذي فعل ما فعل؟
بين الإنتقاء والاهمال
حاول التيار الحاكم في العهد الأموي والعباسي من خلال المؤرخين والباحثين والمحللين التأريخيين ، صياغة الهيكلية العامة لمذهب أهل السُنّة والجماعة من خلال الأحاديث الموضوعة على لسان رسول الله ، التي تنسج هالة من القداسة والحُرْمة حول الصحابة والخلفاء من بعده صلىاللهعليهوآله ، لكي يصبحوا منبعاً وأساساً للمذهب السُنّي ، وتجنُّب الحديث أو تجاهل الاحاديث الصحيحة التي تبرز الصحابة والخلفاء على حقيقتهم كأشخاص لم يكونوا بتلك المكانة والقدسية التي تؤهلهم ليكونوا أوصيا أو حَمَلةً للتراث النبوي كما يزعم تيار الخلفاء ، والهدف من هذه الخطوة ، تهميش دور أهل البيت الحقيقي الذي عينهم له رسول الله ، واستبدالهم بالصحابة والخلفاء الأوائل والتعتيم على نقائصهم وعيوبهم التي تجرّدهم من مكانتهم «النفيسة» عند الجمهور.
فقدّم التيار الحاكم ، المتأخرين ، وأخَّر المتقدمين وبدلاً من إيصال الأمّة إلى ساحل الأمان والوحدة والتلاحم ، ساقها إلى حيث التمزّق والتمذهب والاختلاف والتناحر الفقهي والعقائدي وحتى الاجتماعي.
والواقع أن أكثر العلماء والمحققين والباحثين والكتّاب الذين انضووا تحت مذهب أهل السُنّة والجماعة ، خلال أحقاب من الزمن ، ساهموا في إخفاء أي نقيصة أو خلل أو