وكذلك أهل المدينة من المهاجرين والأنصار من إصلاحه وتغيير سياسته القائمة على إيثار بني أميّة على المسلمين.
٢ ـ فكيف تستحي الملائكة من رجل هذه هي سياسته وممارساته المخالفة للسُنّة النبوية والسلوك الاسلامي القويم؟
أما زواجه من ربيبتي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتسمية أهل السُنّة له بذي النورين ، ليست دليلاً مقنعاً لاعتبار ذلك من فضائله ومناقبه ، لأن التصاهر إذا كان فضلاً ، فكان من حق معاوية أن يفتخر بزواج الرسول من أخته أم حبيبة!
٣ ـ فعمل الانسان المسلم وإخلاصه وصدقه وتقواه هو الفيصل في الحُكْم عليه ، وقد عرفنا من قبل بأن عثمان بن عفان قد سخّر بيت المال لأقاربه وذوي رحمه من بني أميّة ، واغدَق المال عليهم بلا حساب. وهذا العل مخالف لابسط قواعد الاسلام ، فلو كان المال ماله الخاص لما كان هناك عتب من المسلمين له لصلة ارحامه ، إلا أن المال كان من حق المسلمين جميعاً ، ثم لم يكن عثمان يقبل أي نقد أو نصيحة لاعماله وتصرفاته ، من لدن كبار الصحابة كعمار وأبي ذر وابن مسعود وعلي وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة التي بعد أن يئت من صلاحه ، دعت الناس إلى قتله ، متهمة إياه بالكفر وانه أبلى سُنّة الرسول قبل أن يُبلى قميصه.
وأما عموم أهل المدينة ، فلم ينصروا الخليفة الثالث بل خذلوه لأنهم كانوا مؤمنين بأنه لم يكن عادلاً في حكمه ، وقد خالف السُنّة النبوية في كثير من ممارساته السياسية ، ولم يكن رد فعل عثمان بن عفان على محاولات المنتفضين لتغيير سياسته ، وتبديل ولاته ، إلا المزيد من التعنّت والمعاندة ، ولما طالبوه بالتنحّي عن الحكم ، ردّ بأنه لا ينزع قميصاً قمّصه الله به ، مع يقينه بأن الله لم يستخلفه على الأمّة ، وانما عيّنه عمر بن