تُرى هل من الممكن أن يكون جميع بني هاشم بالإضافة الى زوجات الرسول ، ثقلاً للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ وهل هؤلاء كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى؟ وغيرها من الاحاديث الواردة في أهل البيت.
ومهما يكن فإن عليّاً كان ضمن الذين عنتهم آية ال تطهير ، أي انه من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وهو في الواقع كذلك ، لأنه يصبح في النتيجة ، ثقلاً وعدلاً للقرآن الكريم ، وهو تعبير آخر عن قول رسول الله : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، أي انهما متوافقان ومتلازمان حتى النهاية ، ولا يفترق بعضهما عن بعض أبداً ، وكذلك قوله صلىاللهعليهوآله : علي مع الحق والحق مع علي ، الذي يعكس عصمة عليّ وعدم ارتكابه للخطأ والزلل ، لأنه لو ارتكب أي زلل أو ذنب أو انحراف ، فسيفارق الحق حتماً ، وسيفترق عن القرآن كذلك في أي مسألة مهما كانت بسيطة ، أو اقتراف ذنباً مهما كان صغيراً.
عليّ وقضية الولاية
قضية الولاية التي ثبّتها رسول الله في حق علي ، كما يقول الشيعة ، من أهم القضايا التي أثارت هواجسنا ودعتنا لبحث هذه القضية بعمق وشمولية ، لمعرفة الحقيقة التي ربما غابت عن الكثير من أمثالنا.
في البدء ، كنا نعتقد أن القضية برمتها لا تخرج عن كون الولاية التي عناها النبي محمد صلىاللهعليهوآله بحق علي ، هي النصر له ، ليس إلا ، حيث نزلت الآية القرآنية بحقه في قضية تصدّقه بالخاتم أثناء الصلاة ، إذ قال تعالى : إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا