المذاهب السُنّية الاربعة تحت المجهر
الامام ابو حنيفة والانتقادات اللاذعة
تُرى هل صحيح ان الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة؟ (١).
وهل صحيح انه إمام في الفقه ، وبَلغَ في الفقه منزلة لم يصل إليها أحد ممن عاصره؟ (٢). وهل هو أفقه من الآخرين وإمام أهل الرأي والامام الاعظم ، وهو المحدّث الأمين .. الثقة ... الأدق فطنة .. وإنْ كان أحدٌ ينبغي له أن يقول برأيه فهو ابو حنيفة النعمان فحسب.
كنا نتصوّر ان الهالة التي أحاطها به المؤرخون وأتباع المذهب الحنفي بالذات ، لا تسمح لأحد بتوجيه نقد ولو بسيط لعميد المذهب أبي حنيفة الامام الاكبر؟
ولكن عندما نتصفّح التأريخ ، ونقلّب صفحاته بدقة ، نكتشف ان أبا حنيفة كان الفقيه السُنّي الذي نال القسط الاوفر من الاتهامات والطعون والانتقادات اللاذعة والتجريح البليغ من لدن أقرانه أصحاب المذاهب الأخرى ، والفقهاء من زملائه المعاصرين له ، أو الذين جاءوا من بعده.
__________________
(١) تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ١٣ : ٣٤٥ ؛ تذكرة الحفاظ ـ الذهبي ١ : ١٦٨ ؛ البداية والنهاية ـ ابن كثير ١٠ : ١١٤.
(٢) المذاهب الفقهية : ٣١.