الكتف واللوح
والرواية المكذوبة : ولما ثقل رسول الله ، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر ، ائتني بكتف ولوح حتى أكتب لابي بكر ، لا يختلف عليه (١) ، مُقتبسة من الرواية الصحيحة ، التي تنص : إئتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً (٢).
والسؤال الوجيه هنا : لو كانت الرواية الأولى صحيحة ، فلماذا لم يكتب رسول الله كتاباً لأبي بكر ، حتى لم يجر ما جرى من اجتماع للسقيفة ، وما أدّى بعد ذلك الى تداعيات خطيرة وفتنة كبرى ، خاصة وان أحداً لم يمنع رسول الله من كتابة الكتاب ، كما في الرواية الثانية كما يعلم الكل!؟
أهداف مغرضة من وضع الاحاديث
حديث خير القرون :
إذ يقول رسول الله : «خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه» (٣). وهذا الحديث إنما وُضع لإسباغ الخيرية على هذه القرون الثلاثة التي تلت وفاة الرسول «صلوات الله عليه» ، وهي القرون التي شهدت نشوء المذاهب الاسلامية السُنّية ، وبالذات المذاهب الاربعة التي اتفق اقطاب أهل السُنّة والجماعة على الأخذ بها ونبذ ما دونها في القرون التي تلتها.
__________________
(١) الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ٣ : ١٨٠ ؛ مسند احمد ٦ : ٤٧ ؛ كنز العمال ـ المتقي الهندي ١٢ : ٥١٠.
(٢) المستدرك ـ الحاكم النيسابوري ٣ : ٤٧٧ ؛ كنز العمال ـ المتقي الهندي ١١ : ٥٥٠.
(٣) الشرح الكبير ـ عبد الرحمن بن قدامة ١١ : ٣٣١ ؛ عمدة القاري ـ العييني ١٤ : ١٨٠ ؛ الاصابة ـ ابن حجر ١ : ٢١ ؛ انظر : البداية والنهاية ـ ابن كثير ٦ : ٢٨٣.