النظرية الشيعية حول الخلافة والحكم مقارنة
بالنظرية السُنية
كنّا قد طرحنا ، على بساط البحث ، الاطروحة السُنّية حول الخلافة والحكم ، وقد اتضح فساد هذه الاطروحة وعدم ارتكازها على اسس حقيقية مستمدة من القرآن الكريم والسُنّة النبوية ، وإنما اتكأت على قواعد مُختلقة وأسس وهمية غير مشروعة لا تمتّ إلى الدين بصلة.
أما النظرية أو الأطروحة الشيعية ، فهي تعتقد بأن أدلته تستند إلى القرآن الكريم والسُنّة النبوية ، وتقتنع اقتناعاً تاماً بأن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد هيّأ علياً وأهل بيته لتسلّم الأمور بعد وفاته حتى تستمر المسيرة الاسلامية بإستقامة ، دون انحراف أو انقسام أو صراع يؤول بالامّة إلى التجزئة والانحطاط والتخلّف عن الأمم الأخرى.
وفي اعتقاد الشيعة أن رسول الله ومنذ البداية ، انبرى لتربية عليّ واعداده وتوجيهه وتأهيله لأن يكون خليفة له ، في وقت قام صلىاللهعليهوآله في الكثير من المناسبات والحوادث ، بابراز عليّ كإمام وحاكم وأمير للمؤمنين وخليفة من بعده كما في حديث الانذار ـ حيث عيّنه ـ صراحة ـ كأخ له ووزير ووصي وخليفة على المسلمين من بعده (١).
ثم توالت وصايا الرسول صلىاللهعليهوآله وأوامره وتعاليمه في حق عليّ ، في هذا الشأن ، وليست هذه الوصايا والأحاديث تعكس مناقب علي وفضائله فحسب ـ كما يؤكد
__________________
(١) كنز العمال ١٣ : ١١٤.