الاختلاف ، وانه «صلوات الله عليه» لا يهمّ إلا بحق ، وحين منعه القوم من كتابة الكتاب ، حصل الاختلاف وضلّت الأمّة ضلالاً مبيناً الى يوم القيامة (١).
ومن المسلّم به ان عملية الاستخلاف ، أمر ضروري لصيانة الأمّة من الاختلاف ونشوء الفتن. ألم يقل الخليفة الاول أبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب ، لما أفاق من غيبوبته ، قائلاً لعثمان : إقرأ عليّ فقرأ عليه ، فكبّر وقال بكل صراحة : أراك خفت أن يختلف الناس إن متّ في غشيتي (٢).
وعلى ما يبدو ـ عند الجمهور ـ ان كل الخلفاء والحُكّام وحواشيهم يخشون من اختلاف الناس اذا لم يستخلفوا ، إلا رسول الله فلم يكن يبالي حين أدركته الوفاة أن يخشى على الناس من الاختلاف والتشتّت لأنه لا يهتم بمصير أمّته والعياذ بالله.
__________________
(١) انظر : فتح الباري ـ ابن حجر ١ : ١٨٧.
(٢) تأريخ الطبري ٢ : ٦١٩؛ الكامل في التأريخ ـ ابن الاثير ٢ : ٤٢٥.